هو فضيلة الوالد سيدنا الشيخ الفقيه المؤرخ الأديب الفهامة الذي شدت إليه الرحال من كل الأقطار ملجأ الطالبين وملاذ المستفيدين الذي سمح بنفسه ونفيسه وثمين أوقاته وبذل كل طاقته ومجهوداته للدعوة إلى الله مجالة ومقاله وماله العلامة الكياهي ميمون زبير بن دحلان بن واريجا بن (موناندار المتولي للشعار الدينية في حارة مانغسنغ سيدان التابعة لمحافظة رمبانغ) ولد في حارة كارانغ مانغو التابعة لقرية سارانغ من أعمال رمبانغ إحدى مديريات جاوى الوسطى إندونيسيا يوم الخميس الثامن والعشرين من شهر شعبان عام 1348 هـ في شهر أوكتوبر من عام 1928 مـ الذي هو يوم الميثاق للشبان الإندونيسين على الإتحاد في الوطنية واللغة ومحاولة الإستقلال الكامل للشعب الإندونيسي, نشأ وتربى تحت حضانة وتربية والده الشيخ زبير وجده من أمه الشيخ أحمد بن شعيب بن عبد الرزاق, وبعد ولادته دعا الشيخ شعيب والد جده أحمد واستقدم شيخ والده الفقيه العلامة الكياهي فقيه المسكوممباني من أهل سيدايو قرسيك أحد تلاميذ العلامة المسند الفقيه المحدث الشيخ محمد محفوظ الترمسي أصلا المكي إقامة ووفاة دعاه إلى بيته لأجل التبرك بالدعاء لهذا السبط المولود بأن يفقه الله في الدين ويعلمه التأويل وهكذا كان السلف الصالح يحترم بعضهم بعضا ويتبرك كل منهم بآخر ويطلب منه الدعاء له ولذريته ويكرم وعالمهم ناسكهم. وقد استجاب الله دعاء الأجداد والمشايخ للمترجم وحقق الله فيه رجاءهم ولله الحمد.
وإنه لمن أكبر البراهين وأعظم الدلائل على شدة محبة الكياهي شعيب المذكور الشهير بالولاية الربانية في هذه الناحية وما حواليها واحترامه للعلم والعلماء انه كان في عصر الفقيه العلامة الكياهي مرتضى الساراني يستمع هو وسائر مشايخ سارانغ من الكياهي مرتضى دروسا وتقريرات لكتاب إحياء علوم الدين للإمام الغزالي رضي الله عنه يوما واحدا من كل أسبوع وإنه أي الشيخ شعيب لما اشتد مرضه الذي توفي فيه امر سبطه الكياهي زبير بالذهاب إلى التدريس وقال له: تدريسك بين أيدي الطلبة أحب وأهم من تمريضك لي.
نشأ المترجم وترعرع في بيوت العلم والفقه والعمل والمعرفة والولاية فنبت نباتا حسنا وتلقى مبادي العلم الشرعي من نحو وصرف وفقه ومنطق والبلاغة وغيرها عن والده العلامة الكياهي زبير بن دحلان الذي هو أحد تلاميذ الشيخ سعيد اليماني المكي وابنه الشيخ حسن اليماني رضي الله عنهما فهو من أواخر تلاميذ الشيخ سعيد ومن أوائل طلبة الشيخ حسن بعد وفاة أبيه والشيخ حسن هذا هو والد وزير البترول والنفط للملكة العربية السعودية سابقا الشيخ أحمد زكي اليماني.
ومن عجائب مناقب الشيخ زبير بن دحلان رحمهما الله أنه كان طالبا محبوبا معتنى به عند الشيخين الجليلين المكيين المذكورين فرضي الله عن هؤلاء الشيوخ ونفعنابهم جميعا آمين.
دراسته وشيوخه:
تعلم المترجم – أطال الله حياته في كمال الصحة والعافية ذخرا للإسلام والمسلمين آمين – عند والده المذكور كما تقدم مبادي العلوم الدينية وحفظ لديه المتون للازمه للمبتدئين مثل المقدمة الآجرومية ومنظومها العمريطية والألفية لابن مالك ومتن الجوهرة في التوحيد والسلم المنورق والرحبية في الفرائض وسمع منه كتب الفقه الشافعي كفتح القريب وفتح المعين وفتح الوهاب. ثم في سنة 1945 م عام استقلال بلادنا إندونيسيا إلى سنة 1949 م تعلم في معهد ليربايا قديري عند الشيخ الكياهي عبد الكريم الشهير باسم (امباه مناف) واستفاد فيه من الكياهي مرزوقي والكياهي محروس علي وتأدب أثناء الدراسة عند الشيخ معروف المقيم في قرية كدونغلو قديري الولي الشهير في زمانه بكثرة الرياضة وقراءة الأوراد. وفي أثناء إقامته بمعهد ليربايا شاء الله له العمل بالرياضة كما كان عليه الصوفية من تقليل الطعام والمنام مع الجد في التعلم وحفظ الدروس حتى فاز هو بالتوفق العلمي في حفظ المنظومة النحوية المسماة بالألفية الشهيرة للإمام ابن مالك وفاز بالحصول على الإجازة والأوراد عن الشيخ معروف المذكور وبخدمة الشيخ عبد الكريم ومحبته وفاز بالدعاء الطويل العظيم والتوصية الهامة من أحد رجال الغيب بعد الزيارة لمقبرة ستونو كدونغ قديري ثم رجع إلى قريته سارانغ فأسس يوم عاشوراء سنة 1369 هـ مع والده الكياهي زبير والمرحوم الكياهي عبد الله بن عبد الرحمن ختن جده الشيخ شعيب والمرحوم الكياهي موسى بن نور هادي والمرحوم الأستاذ حرمين معصوم والكياهي علي مشفوع بن فتح الرحمن والكياهي عبد الوهاب بن حسين وغيرهم مدرسة دينية سموها بالمدرسة الغزالية الشافعية. قررت فيها الكتب الدينية السلفية أمثال ما ذكرناه آنفا مؤسسة على منهج الأسلاف وعلى مذهب أهل السنة والجماعة. قال تعالى: ( لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه. (التوبة : 108). وقال: (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض. (الرعد: 17). فرحم الله هؤلاء المسسين وجمع مشايخ معاهد سارانغ أجمعين ووفق الله خلفهم والأجيال من بعدهم حسن الإتباع والإقتفاء لمآثرهم الكريمة والحفاظ على طريقتهم المستقيمة بجاه سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين آمين. واشترك حفظه الله وأطال بقاءه في الكفاح والنضال عن استقلال وطنه العزيز المحبوب إندونيسيا إيام الإعتداء الهولاندي (سنة 1948 م ) ثم في عام ألف وثلثمائة وتسع وستين هجرية طلع المترجم حفظه الله إلى الحرمين الشريفين مع جده من أمه الكياهي أحمد بن شعيب ورفقته من أبنائه الكرام بنفقة منه على الجميع وأقام هو وخاله الكياهي عبد الرحيم بن أحمد (الذي صار الآن رئيس المدرسة الغزالية الشافعية التنفيذية ) بمكة المكرمة يطلبان العلم ويدرسان عند علمائها الكرام نجوم الأرض وأقمارها في ذلك الزمان الزاهر الباهر.
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا * أنـيـس ولـم يـسر بمكـة ســـامر
تعلم المترجم عند الإمام المحدث المسند الأديب الحسيب النسيب فصيح الحجاز وعالمها النحرير الألمعي العلامة السيد علوي المالكي بالمسجد الحرام واستمع منه تقريرات لمنظومة البيقونية في مصطلح الحديث من أولها إلى آخرها وكذلك شرح ابن عقيل على الألفية واستفاد من هذا الإمام الجليل المرحوم التقريرات العلمية العجيبة وقيد من تقاريره القرائد العظيمة وتعلم عند الشيخ المحدث الأصولي الإمام حسن المشاط نظم طليعة الأنوار وشرحه له وحضر عند قطب المديح النبوي الشريف وإمام أهل زمانه في الحب المحمدي اللغوي الأديب الشيخ السيد محمد أمين الكتبي درس رياض الصالحين وحضر درس الشيخ عبد القادر المنديلي لكتاب الورقات وشرحها للجلال المحلي وحضر عند المسند العلامة الشيخ محمد ياسين بن عيسى الفاداني درس سنن أبي داود السجستاني من أوله إلى آخره وأخذ الثقافة والسياسة عن زملائه المكيين وبالخصوص المرحوم الكياهي عمران رشادي ودخل في صفوف الطلبة بمدرسة دار العلوم المكية أدرك فيها شيوخهاالأعلام وأساتذتها الكرام رحمهم الله جميعا ونفعنا بذكر أسمائهم وجعل أسرارهم فينا وفي ذرياتنا وطلابنا سارية إلى يوم الدين بجاه سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.
انشطته التعليمية والإرشادية:
ثم بعد أن أقام بمكة المكرمة سنتين رجع إلى بلده حاملا لواء العلم والأنوار المحمدية فتولى إدارة الشؤون التعليمية والتربوية بالمدرسة الغزالية الشافعية ودرس العلوم المكية فيها وفي المعهد مع استفادته أيضا من والده عن طريق التعلم المباشر والتأدب الظاهر وكذلك قوي ونمى ملكة القيادة والرياسة في نفسه واستزاد خبراته العلمية والأدبية بالتلاقي والتلاقيح المفيدين مع علماء البلاد وزعماء العباد أمثال الكياهي بيضاوي بن عبد العزيز الذي صار هو ختنه والكياهي معصوم اللاسمي والكياهي بشري مصطفى والكياهي عبد الوهاب بن حسب الله وابنه الكياهي واهب وهاب وزير الدينية سابقا والكياهي بشري شنسوري والحبيب عبد الله بن عبد القادر بالفقيه المالانجي والحبيب علي أحمد العطاس الفكالونجاني والكياهي طاهر صاحب المؤسسة الطاهرية بجاكرتا والكياهي علي بن معصوم الجوكجاوي والكياهي عبد الحميد الفاسورواني والكياهي مصلح بن عبد الرحمن المراقي الدماني والكياهي عباس البونتتي والكياهي خضري التكال جاوى والكياهي أسنوي القدسي والكياهي إحسان الجامفسي والكياهي العلامة أبوالفضل السنوري وأخوه الكياهي أبو الخير ابنا الحاج عبد الشكور وغيرهم رحمهم الله وأمدنا بأسرارهم وبركاتهم آمين.
وفي عام (1964 م 1386 هـ ) بنى المترجم بمساعدة من والده مصلى ليكون محل تدريسه عنى الطلبة المقيمين في المعاهد المتواجدة بسارانغ آنذاك, ثم في سنة 1967 م 1388 هـ بنى بجانب المصلى غرفا للطلبة الذين يريدون ملازمته ليلا ونهارا فصار معهدا صغيرا. ثم في سنة 1970 م توافد الطلبة من كل أنحاء البلاد إلى هذا المعهد الديني المبارك المسمى باسم والد المترجم قبل إقامته بمكة المكرمة وهو "الأنوار" حتى بلغ عددهم أكثر من مائة طالب وازدادت كل عام أرقام تعدادهم حتى بلغ عددهم الآن نحوا ألف وخمسمائة طلابا وخمسمائة طالبات كل في مباني منفصلة بحواجز شرعية. والحمد لله في كل ذلك وجانب تولية إدارة المدرسة الغزالية الشهيرة الكبيرة التي بلغ عدد طلابها 2500 ومشيخة المعهد الأنوار تصدى حفظه الله للدعوة إلى الله وإلقاء المواعظ بالحكمة والتبشير والتحذير في المدن والقرى والبوادي في الليالي عند الإحتفالات لسنوية مثل مناسبات ذكرى الميلاد النبوي والإسراء والمعراج ونزول القرآن في رمضان وبرنامج الحلال بالحلال أي التصافح والتصافي في شوال وحفلات افتتاح سنوات الدراسة واختتامها بالمدارس والإسلامية وحلول السنة الهجرية وغير ذلك من المناسبات الدينية التي أهم برامجها الإستماع إلى مواعظ العلماء ونصائح المرشدين الداعين إلى طاعة الله ورسوله المراغبين للعباد في الإكثار من الأعمال الصالحات والتوبة والإنخلاع عن القبائح واتباع الشهوات فإذا رجع المترجم إلى داره بعد هذه الأسفار ليلا أو صباحا وحضر وقت التدريس درس الطلبة على الفور ولم يتأثر بتعب السفر ونصبه. فسبحان من أمد بعض عباده بالقوة العظيمة من فضله الواسع وله الحمد والمنة على ذلك.
انشطه الإجتماعية ووظائفه الشعبية:
وتقلد المترجم – حفظه الله – وظائف ومناصب كثيرة منها أنه مدير المدرسة الغزالية الشافعية منذ تأسيسها سنة 1949 م إلى الآن. ومنها أنه ناظر المسجد الجامع الكائن بالطرف في الغربي من قرية سارانغ بإشراف وهندسة والده المرحوم الكياهي زبير, ومنها أنه كان رئيسا للهيئة التعاونية للملاحين السارانيين ثماني سنوات من عام (1967 إلى 1976 ) ومنها أنه من أعضاء مجلس النواب المحلي فرع مديرية رمبانغ منذ سنة (1971 مـ إلى عام 1978 م ) ومن أعضاء مجلس الشورى الشعبية للحكومة الإندونيسية من سنة (1987 م إلى 1999 م).
وتقلب – حفظه الله – في رياسة الشورية لنهضة العلماء بولاية جاوى الوسطى سنين ثم في الشورية المركزية لتلك الجمعية من عام (1985 م إلى 1990 م). وهو أيضا من رؤساء جمعية الطرق النهضية المعتبرة المركزية منذ مؤتمرها المنعقدة في معهد الشيخ مصلح المراقي الديمائي إلى مؤتمرها الكائن في مدينة فكالونغان في شهر مارس سنة 2000 م, ثم بعد انتهاء مدة تولية تلك الرئاسة تلقن وأخذ البيعة في الطريقة النقشبندية من المرشد الكامل المربي الواصل الشيخ الدكتور ضياء الدين بن نجم الدبن بن قطب زمانه الشيخ محمد أمين الكردي ثم المصري. ومنذ عام (1995 م إلى 1999م) نصب رئيسا للمجلس الإستشاري المركزي لحزب الإتحاد الإندونيسي. ولم يزل إلى الآن يتولى نائبا لرئيس المذكور. وكل هذه الوظائف تدل على بالغ اهتمامه ومدى اعتنائه بالشئون الإجتماعية والمصالح العامة للأمة الإسلامية انطلاقا من الأثر المشهور: (خير الناس أنفعهم للناس) و (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم)[رواه البيهقي عن أنس رفعه بلفظ من أصبح لا يهتم للمسلمين فليس منهم ومن أصبح وهمه غير الله فليس من الله وهو عند الطبراني وابن نعيم.إهـ كشف الخفاء : 2368, وحديث: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضهم بعضا). وحديث الصحيحين: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) أو كما قال صلى الله عليه وسلم. وقال نبي الله يوسف عليه السلام لملك مصر: (اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم). (يوسف: 55).
دروسه وأعماله اليومية:
قرأ المترجم أيام الدراسة السنوية بمعهد العامر الكتب السلفية مثل فتح الوهاب وشرح المحلي على المنهاج وجمع الجوامع وإحياء علوم الدين وعقود الجمان والأشباه والنظائر في الفقه للسيوطي وشرح ابن عقيل ولب الأصول للإمام زكريا الأنصاري ومغني اللبيب لابن هشام وغيرها كما قرأ في أيام العطلة وبالأخص رمضان المبارك الكتب الحديثية كالصحيحين والموطأ ورياض الصالحين والأذكار والكتب الفقهية كالمهذب والبغية والإقناع وأحيانا كتاب المراح اللبيد في نفسير القرآن المجيد تأليف الكياهي نووي البنتني المكي.
وعقد في كل يوم أحد اجتماعا عاما لجميع طبقات المحبين من أهل رمبانغ وما حواليها وقرأ فيه تفسير الجلالين. حضر فيه زهاء سبعمائة رجالا ونساء.
معهده وأبناء تربيته:
تربى في معهد العامر الطلبة الذين يريدون تعلم العلوم المحضة الخالصة التي لا تكتسب بها إلا الدرجات الأخروية ولا تستفاد منها إلا المراتب الإيمانية ولا تحصل منها المناصب الدنيوية إلا ما تفضل الله به على بعض عباده الجامعين بين خير ي الدنيا والآخرة وتخرج على يديه كثير من العلماء الأفاضل أصحاب المعاهد والمدارس الإسلامية السنية السلفية أكثرهم من طلبة الشيخ زبير فإنه كان مدرسا ومعلما لبعض طلبة والده أثناء حياته وبعد وفاته. نذكر أسماء بعضهم فيما يلي:
- الشيخ الكياهي حميدي صاحب معهد الصديقية بناروكان الرمبانية.
- الشيخ الكياهي نور هشام صاحب معهد زين العارفين بسيدان الرمبانية.
- الشيخ الكياهي ناصر الدين صاحب معهد مجلس التعليم دار التوحيد العلوية بسندانغ سنوري الطوبانية.
- الكياهي شكران صاحب المعهد بكتانغي الفاسوروانية.
- الشيخ مبروك بن صديق صاحب معهد دار التوحيد العلوي بسندانغ سنوري الطوبانية.
- الشيخ حميد بيضاوي صاحب معهد الوحدة بلاسم الرمبانية.
- الكياهي إمام يحيى بن محروس علي من شيوخ معهد ليربيا القديرية.
- الكياهي ميمون نور بن الكياهي نور الدين صاحب معهد ثمرة الروضة بيانيووانغي.
- الكياهي أزهري صاحب معهد شريف الدين بعرينغ الفاسرواني.
- الأستاذ أكوس حمزة بن جويني صاحب معهد ترتك القديرية.
- الأستاذ الكياهي ناصر بن بدر الصالح صاحب معهد الحكمة بفروا أسري القديرية .
- الأستاذ أكوس ناصر بن عبد الفتاح أحد شيوخ معهد بحر العلوم بتمباك براس الجومبانية.
- الشيخ الكياهي عبد الواحد زهدي من شيوخ معهد المعروف بباندونغ ساري الفوروادادية.
- الشيخ الكياهي عز الدين
- الشيخ الكياهي ناصر الدين رحمهما الله من شيوخ معهد بونتت الشبونية.
- الكياهي جعفر بن عقيل صاحب معهد كمفيك الشربونية.
- الكياهي سيوطي صاحب معهد منشأ الهدى وختنه الأستاذ ابن صادق بتكال ندليمو البانيووانغية.
- الكياهي محمد فاتح بن مخلص صاحب معهد مطلع الأنوار الشربونية.
- الأستاذ الكياهي إسماعيل بن زين الدين من شيوخ المعهد بتيمفيل ساري الواناصابوية.
- الكياهي عبد الرحمن صاحب معهد العثمانية بوينونغ الفكالونغانية.
- الكياهي عبد العظيم من شيوخ معهد الخليلي بكيمفانغ بانكلان المدورية.
- الكياهي سديد جوهري صاحب معهد السنية بكنجونغ جمبر.
- الكياهي فاروق زين صاحب معهد الكوكب الساطع بكاراس سيدان.
- الكياهي شافع بن مصباح صاحب معهد الهداية بكاتيكان السيداهارجاوي.
- الكياهي أنصاري صاحب معهد سراج المخلصين 2 بفايامان مقلانغ.
- الكياهي أحمد حافظي الفريندواني المدرس بسومنب مدورا.
- الكياهي حماد الله بن الكياهي دمياطي صاحب معهد نهضة الطلاب بسرونو بانيووانغي .
- الكياهي مصطفى عقيل أحد الوعاظ بشيربون.
- الكياهي زهر الأنام بن هشام أحد المدرسين بمعهد التوجيه الإسلامي بليلير بانيوماس.
والأخيران صارا ختنه. وغير هؤلاء كثير ثم تفضل الله تعالى على المترجم وأكرمه بالإتصال الوثيق والإرتباط العميق بسيدنا ومولانا محدث الحرمين الشريفين السيد محمد بن علوي المالكي الحسني فأبناء المترجم متخرجون من هذا الإمام العظيم الجليل ابتداء من أكبر أولاده الكياهي عبد الله عباب ثم كاتب الترجمة ثم أخويها ماجد كامل وعبد الرؤوف المقيمين بمكة المكرمة . وقرأ المترجم وطلبته بالمعهد يس فضيلة بدعواتها التي رتبها شيخنا الإمام بعد المغرب والصبح ليلتي الجمعة والثلاثاء.
وأقام معهده المبارك في كل شهر ربيع الأول حفلة ذكرى الميلاد النبوي الشريف ويوم تأسيس المعهد اجتمع فيها جميع الطلبة ليستمعوا إرشادات شيخهم ومربيهم ومواعظ الدعاة المخلصين وأقاموا قبلها المباريات العلمية والنشاطات الإيجابية وعقدوا أيضا جلسات الإجتماع للإجابة عن المسائل الواقعة الحديثية. اجتمع في تلك الجلسات وفود المعاهد السلفية الكبرى بجاوى الوسطى والشرقية بإرشاد وتوجيه بعض المشايخ المتخرجين من معاهد سارانغ حفظهم الله ونفع بعلومهم المسلمين آمين.
وقد جمعت مقررات تلك الجلسات في سلسلة الكتب مطبوعة بلغة إندونيسيا وتحتوي على خمسمائة مسائل ليعم النفع بها المسلمين.
وعدد الطلاب في المعهد الديني الأنوار الآن أكثر من ألفين من الطلبة والطالبات يتولى التدريس فيها أعيان الأساتذة من متخرجي المعهد ومنهم الأستاذ عبد الله عباب أكبر أبناء المترجم والأستاذ يجيح ميمون والأستاذ أوفى المرام الذين قد تخرجوا من رحاب المعهد المبارك يمكة المكرمة لصاحبه العلامة المحدث المسند السيد محمد علوي المالكي متعنا الله تعالى بطول حياته مع الصحة والعافية نفعا للإسلام والمسلمين آمين.
فيكون تطور هذا المعهد وتقدمه مظهرا من مظاهر بركاته اليانعة وفضائله الميمونية وكذا والده العلامة الجليل السيد علوي بن عباس المالكي رضي الله عنه الذي تشرف المترجم بأن كان من تلاميذه في المسجد الحرام.
وقد توالت المساعدات مادية وروحانية من فضيلة السيد محمد بن علوي المالكي وبالأخص منذ عشر سنوات تعلم فيها عنده كاتب المقالة فكم من عمائر بنيت في المعهد شارك فضيلته وساهم في الإنفاق عليها بل بذلك يكون تمام العمائر وبركتها إن شاء الله.
وبالرغم من وجود أبنية وعمائر كائنة في هذا المعهد فإنها لا تناسب كثرة عدد الطلاب والطالبات حيث أن في كل حجرة يسكن أكثر من عشرين طالبا وهي لا تزيد على خمسة أمتار مربعة ولا سيما فيما يتعلق بمحال حركات التدريس وأماكن نشاطاته فلا يزال احتياج المعهد إلى المساعدة من أهل الخيرات باقيا إلى هذا اليوم وفقنا الله إلى ما يحبه ويرضاه وحقق آمالنا برضاه الرفيع في خير وعافية آمين.
وصاياه:
وكان – حفظه الله – يوصي أولاده وطلابه بالإجتهاد في طلب العلوم الشرعية والدفاع عنها والمحافظة على أنها هي المواد التعليمية الأساسية في المعاهد السانغية ومدرستها الغزالية الشافعية هي وحدها سبب الفتح الرباني والوصول إلى الله ومعرفته ومرضاته وأوصانا كما أوصاه والده الشيخ زبير بأن يكون عندنا لباسان هما الشعار والدثار فنلبس الدثار لمعاشرة الأجانب والعوام بأن نلين معهم ونستعمل طريقة اللطف واللين والتعريض في دعوتهم ومعاشرتهم ومعاصرتهم مع الإنكار في القلوب لما هم عليه من المعاصي والمخالفات ونلبس الشعار لرياضة أنفسنا ولتربية أهلينا وذوينا وطلابنا ونستعمل الشدة والعزائم دون الرخص ونجتنب المحرمات والمكروهات والبدع الشائعة المنتشرة في طبقات المجتمع الإسلامي اليوم ولا حول ولا قوة إلا بالله. وكان يوصي طلابه بترك المعاصي فإنها سبب النسيان الذي هو آفات العلم ويتمثل بقول الإمام الشافعي رضي الله عنه:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي * فأرشـــدني إلى تـرك المعاصي
وأخـبرني بأن العلم نور * ونور الله لا يهـدى لعاصي
وكان يوصينا بالتمسك بالعقيدة الصحيحة السنية عقيدة أهل السنة والجماعة من الإحترام والتعظيم والتكريم لمقام النبوة على صاحبها الصلاة والسلام ولمكانة الصحابة صحبوه ونصروه وجاهدوا في سبيل الله تحت لوائه ولمقام العلماء الذين هم تلاميذ الصحابة الكرام ولمنزلة أهل بيته والمنتسبين إليهم من الأئمة الصوفية الذين هم دعاة الإسلام وناشروه في أنحاء الأرض بالتربية والتعليم ونشر الذكر وطرائقه وبمداومته خصوصا قول لا إله إلا الله محمد رسول الله باللسان والجنان والنطق باسم الجلالة (الله) بلسان القلب. وكان يوصي بالرضا بمجاري الأقدار الإلهية من البلايا والرزايا الواقعة المتتابعة وحسن الظن بالله فيها وإسناد الخطأ والخطيئة إلى أنفسنا.
ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين آمين.
وكان يقول:مدار الصلاح في الأفراد والجماعة والجمعيات والهيئات التعليمية والسياسة والإمارات والولايات وغيرها هو إقامة الصلاة والجمع والجمعيات في المساجد والإهتمام بها وتقديمها على غيرها لأن الصلاة عماد الدين فمن حفظها فهو لما سراها أحفظ ومن أضاعها فهو لما سواها أضيع. قال تعالى: (إن الحسنات يذهبن السيئات) قلت أنا ابن المترجم. وتليها الزكاة ثم سائر أركان الإسلام ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أساسه هو العلم الشرعي وتعلمه وتعليمه وغايته الجهاد في سبيل الله وإقامة شرعه في أرضه. وبديهي أن الصلاة الحقيقة هي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر كما نص عليه القرآن. وكان يقول: العلم أفضل من العمل, كما قاله الأئمة الأعلام من السلف الكرام ويفسر قوله تعالى: (إليه يصعد الكلم الطيب) بالعلم الشرعي عقيدة وشريعة وإحسانا. والعلم المقصود بالفضل المذكور هو العلم المقترن بالخشية وهو حقيقة التقوى المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم: (التقوى هاهنا ثلاثا) وأشار إلى صدره صلى الله عليه وسلم.
وكان يوصي أولاده وأتباعه بمقتضى قوله تعالى: ( ولا بركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون) من التأييد لجماعة المؤمنين المسلمين في أمور العقيدة والعبادة والمعاملة والسياسة كما قال صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالسواد الأعظم من المسلمين) وبمقتذى قوله تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم) من الإنضمام تحت لواء الجماعة الآمرة بالعروف والناهية عن المنكر والداعية إلى تطبيق الشريعة الإسلامية على المجتمع الإسلامي وعدم الإنضمام إلى مخالفيها.
أوصافه وأخلاقه:
من أخلاقه وعاداته الحميدة – أيده الله – أنه يكرم ضيوفه بكل ما في الوسع والطاقة مع كثرتهم من جميع الطبقات في كل الساعات.
ومن أوصافه الحميدة إنه حليم صبور لا يغضب لنفسه يدعو العباد غلى الله بلطف سياسة ومحسن حكمة وموعظة حسنة وأنه كريم جواد مسارع إلى الإنفاق في المبرات والخيرات خصوصا على بناء المساجد والمصليات فوض إليه أهل القرى في إتمام بل في بداية مشروع هذه البنايات وصول للأرحام عارف بأنساب عشيرته خبير بالتاريخ الإسلامي والوطني مهتم بأحوال مجتمعة وجيرانه وإخوانه دينا وأدبا واقتصادا لين رفيق مريد لخيرهم محبوب لديهم.
زواجه وأولاده:
تزوج حفظة الله أولا فهمية ابنة الشيخ الجامع بين الشريعة والطريقة الكياهي بيضاوي بن عبد العزيز اللاسمي الذي تولى مدة حياته رئاسة جمعية الطرق المعتبرة ومن تلاميذ الإمام محمد محفوظ الترمسي المكي وولد للمترجم منها سبعة مات أربعتهم صغارا وبقي منهم ثلاثة أولهم الكياهي عبد الله عباب الحاج, وكاتب هذه الترجمة محمدنجيح وأنثى اسمها صبيحة انتقلت إلى شربون لموافقة زوجها ثم تزوج ثانيا بمسطعة بنت الكياهي إدريس من أهل قرية جفو بلورا ورزق منها أولادا ذكورا ستة هم ماجد كامل وعبد الغفور وعبد الرؤوف ومحمد وافي وياسين وإدرار وواحدة أنثى اسمها رضية التي تزوج بالعالم الأديب الأريب الأستاذ زهر الأنام بن هشام من أهل ليلير بانيوماس جاوى الوسطى وأخرى قبلها توفيت صغيرة.
زاد الله تعالى المولى الكريم المترجم توفيقا للأعمال الصالحات وأطال حياته ذخرا للإسلام والمسلمين ورزق أهله وأولاده وذريته وطلابه الإقتفاء لآثاره الطيبة والإحتذاء بأعماله الجليلة والإتباع لطريقة الرشيدة. آمين يا رب العالمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تحريرا بسارانغ يوم الجمعة, 9 جمادى الأخيرة 1421 هـ .
ابن المترجم
محمد نجيح بن ميمون.